البطل البارأولمبيّ أمكون: أتمنى عيشا كريما بعد تتويجي بالذهب في رِيُو




بعد أن أحرز الميدالية الذهبية الثالثة للمغرب في دورة البرازيل للألعاب البارأولمبية، يتحدّث العداء المغربي محمد أمكون، في حوار مع هسبريس من ريو، بعد اعتلائه منصة التتويج وعزف النشيد الوطني المغربيّ، حول التشريف الذي استطاع أن يحققه للمغرب بالرغم من إعاقته.

البطل المغربي، الذي أهدى البلاد ميدالية ذهبية قال إنها قد تنسي المغاربة إخفاقات المشاركة المغربية في الدورة العادية للألعاب الأولمبية لهذا العام، لم يخف شعوره بعد التتويج وطموحاته وأحلامه بعد إنجازه الكبير.

كيف تصف لقراء هسبريس شعورك بعد التتويج بالميدالية الذهبية في مسافة 400 متر؟

بداية، تحية من صميم القلب إلى قراء هسبريس وإلى كل العاملين بها؛ فهي الوسيلة الإعلامية التي فتحت لنا أبوابها، لنتحدث ونعبّر عن قدراتنا أمام المغاربة.

أما بخصوص إحساسي بعد نهاية السباق وفوزي بالذهب، فقد تابعت كل الجماهير كيف سقطت من شدة الفرح والذهول.

لقد كانت لحظات لن تنسَى فيها وتنطوي على عبر عميقة؛ لأنني أحسست بنشوة الفوز وبسعادة لا توصف، خاصة لما عزف النشيد الوطني ورفرفت راية المغرب في سماء البرازيل وأمام كل جنسيات العالم.

إن هذا الإحساس وحده يكفي كتعويض على سنوات من التداريب والانضباط والصرامة من لدن المدربين. هي، بكل اختصار، لحظة فارقة في حياتي.

بعد أن حققت البرونزية في دورة لندن، هل كان الذهب هدفا لا تنازل عنه في دورة ريو؟ وما حافزك في هذه المشاركة؟

كانت دورة لندن تجربة جيدة احتككت فيها مع كبار العدائين، وتأقلمت فيها مع أجواء التباري، وضربت لنفسي موعدا في البرازيل؛ وذاك ما تحقق بفضل الله، وبفضل مدربتي خديجة فايز التي أشكرها عبر هسبريس. كما سأظل ممتنا لعائلتي، التي ظلت تؤمن بحلمي وطموحي بأن أصير بطلا. والآن استطعت، ولله الحمد، تحطيم رقم قياسي في مسافة 400 متر سيسجل باسم بلدي الحبيب.

كيف يمكن أن تقارن بين الدورة الماضية في لندن وهذه النسخة البرازيليّة؟

صراحة، نسخة لندن كانت بإمكانات تنظيمية هائلة ومعدات تقنية تيسر المنافسات شأنها في ذلك شأن الدورة ما قبل الماضية في بكين. لكن دولة صاعدة كالبرازيل هذه إمكاناتها.

الظروف، ولله الحمد، جيدة إلى حد ما؛ إلا أن ما يميز نسخة ريو هو الحضور الجماهيري الجميل والذي يعطي للتباري رونقا خاصا وينفي ذلك التمييز الذي نعيشه نحن الرياضيون في وضعية إعاقة.

ذكرت قضية التمييز على أساس الإعاقة، فهل تحس بهذا التمييز بالرغم من الأداء المشرف؟

نعم، هناك تمييز ربما بسبب عدم تقبل الاختلاف من المجتمع؛ فالعداؤون الآخرون تسخر لهم إمكانات ضخمة ويواكبهم الإعلام بالرغم من مشاركتهم المتواضعة.

دعوني أغتنم فرصة هذا الحوار الصريح، لأقول لكل المغاربة إن تلك المقولات مثل "هادوك غير معاقين مساكن" هي "هضرة خاوية" ولا أساس لها؛ لأن العبرة بالنتائج. وهنا، أؤكد أن رياضة الأشخاص المعاقين أبانت عن قدراتها وإمكاناتها العالية في الدورات الماضية والآن. إذن، فالإعاقة الحقيقية هي عدم القدرة على تشريف المغرب في المحافل الدولية.

كيف تجاوزت مرحلة الضغط النفسي، الذي يتزامن مع كل بطولة؟

حقيقة، إن الضغط رافقني وزملائي منذ مرحلة التربصات الإعدادية. وقد لاحظتم، أثناء زيارتكم لنا في إفران في إطار المواكبة التي خصصها برنامج "معهم حيث هم" تلك الوضعية؛ غير أن الضغوط النفسية حقيقة كان لها أثر في تحفيزي للظفر بالذهب في ريو.
فمنذ البداية، عشتُ هاجس الفشل والخوف من عدم الصعود إلى المنصة، خاصة أن المغاربة ينتظرون ما يمكن أن يمحو إخفاقات الأسوياء؛ لكن بفضل الله تحقق الحلم واختفت الهواجس.

أخيرا، هل من رسالة تبعث بها عبر هسبريس إلى من يهمهم أمر الرياضة الوطنية؟

أود أن أبلغ رسالتين، أولاهما إلى المجتمع المغربي، وألخصها بالقول: كفانا من التمييز والنظرة الإحسانية الممزوجة بالشفقة؛ فنحن الرياضيون في وضعية إعاقة أشخاص مثل بقية أفراد هذا الوطن. وإن بعض الأمور الخاصة بنا لا تؤثر على كفاءتنا وقدراتنا؛ بل بالعكس، فالإعاقة محفز على الإبداع.

وأما الرسالة الثانية فهي موجهة إلى وزارة الشباب والرياضة وإلى الجامعة. وهنا، أقف عند مطلبين أولهما مسألة المنح التي ينبغي أن تحل دون انتظار؛ فنحن انتظرنا سنة بكاملها لنتوصل بمستحقاتنا عكس العدائين الآخرين. وهذا هو التمييز الذي تحدثت عنه من قليل. وأما المطلب الثاني فهو تمكيننا من الالتحاق كأطر بوزارة الشباب والرياضة. وهذا حقنا، كما تم التعامل مع من سبقونا من الأسوياء الذين نالوا ميداليات أولمبية أو في بطولة العالم. والأمثلة يعرفها المسؤولون على الرياضة في المغرب. أتمنى أن أعود بعد إحراز الميدالية الذهبية وأعيش بكرامة، وأن أعيد الفوز بنسخة طوكيو بعد 4 سنوات من الآن.

مواضيع دات صلة

تحميل تعليقات

تعليقات